هذه الحكمة تنسب إلى الإمام ابن عطاء الله السكندري، وهي من حكمه الشهيرة في مجال التصوف. لفهمها بعمق، يمكن تحليلها على النحو التالي:
- "رؤيتك وجودك مانعة لك من شهود ربك"
تعني أن انشغالك بنفسك، بوجودك الشخصي، وبالذات (الأنا) يشكّل حاجزًا يمنعك من الوصول إلى حالة الشهود الكامل لله. هذا يشير إلى أن التعلق بالأنانية أو الاعتداد بالذات يحجب الإنسان عن إدراك عظمة الله.
- "إذ محال أن تشهده وتشهد معه سواه"
هنا يؤكد أن رؤية الله (الشهود الروحي) لا تتحقق إلا عندما يكون القلب خاليًا من أي شيء سوى الله. بمعنى آخر، إذا كنت منشغلًا بوجودك أو بأي شيء دنيوي، فهذا يمنعك من التفرغ الكامل لله.
المعنى العميق:
الحكمة تدعو إلى التوحيد الحقيقي، حيث لا يقتصر التوحيد على الإقرار بأن الله واحد، بل يتطلب التخلص من كل شيء يشغل الإنسان عن الله، سواء كان هذا الشيء ماديات، رغبات، أو حتى الذات نفسها. التصوف هنا يدعو إلى الفناء عن الذات والذوبان في شهود الله وحده.
التأمل:
فكر في حياتك، هل أنت منشغل بذاتك وأمورك الشخصية على نحو يمنعك من التفرغ للعبادة والتأمل في عظمة الله؟ ربما تحتاج إلى تدريب القلب والعقل على التفكر في الله وحده بعيدًا عن أي انشغالات أخرى.